* دعوة
لحفل الافتتاح: بداية حب أم اعتراف بخطأ؟
في صخب المدينة وضجيج
الحياة، كانت ليالي المحامية الشابة "نور" تدور حول ملفات القضايا،
وحقوق موكليها، وقبل كل شيء، أحلامها الوردية التي نسجتها على مدى خمس سنوات مع
خطيبها "أحمد". كان أحمد المهندس المعماري الوسيم، رفيق دربها الذي رسمت
معه تفاصيل عش الزوجية المنتظر. كل شيء كان يسير وفقًا للخطة، حتى أن ثوب الزفاف
الأبيض كان معلقًا في خزانتها، ينتظر اللحظة الحاسمة.
![]() |
| * دعوة لحفل الافتتاح: بداية حب أم اعتراف بخطأ؟ |
في ذلك اليوم
بينما
كانت نور عائدة من المحكمة، رأت كلبًا صغيرًا ملقى على جانب الطريق، والدماء تنزف
من جرح عميق في ساقه. لم تستطع نور، ذات القلب الرحيم، أن تتجاهل ذلك المشهد. توقفت
بسيارتها، وحملت الكلب المرتعش بين ذراعيها، متجهةً نحو أقرب عيادة بيطرية.
- في العيادة، استقبلتها الطبيبة "سلمى"، الشابة الهادئة ذات العينين العسليتين. بمهارة فائقة، تمكنت
- سلمى من إيقاف النزيف وتضميد جراح الكلب. شعرت نور بفيض من الامتنان تجاه سلمى
- واحتضنتها بعفوية.
ولكن، بينما كانت نور
تتفحص العيادة، وقعت عيناها على صورة معلقة على مكتب سلمى. صورة لرجل تعرفه جيدًا...
أحمد!
"من هذا؟" سألت نور بصوت مرتعش.
ابتسمت سلمى وقالت:
"هذا أحمد، حبيبي وشريك حياتي."
توقفت الحياة للحظة. شعرت
نور وكأنها هوت في بئر عميق. خمس سنوات من الحب، خمس سنوات من الأحلام، تبخرت في
لحظة واحدة. كانت تعيش كذبة كبيرة.
على الرغم من صدمتها،
تماسكت نور. لم ترغب في إحداث فضيحة في العيادة. شكرت سلمى على إنقاذ الكلب،
وغادرت المكان وهي تشعر بأن قلبها يتمزق إلى أشلاء.
في طريق عودتها إلى المنزل
كانت نور تفكر في كل شيء. كانت محامية ناجحة، تعرف كيف تكسب القضايا
وتدافع عن الحق. ولكن، في هذه اللحظة، شعرت بالعجز والضعف. كيف لم تلاحظ أي شيء
طوال هذه السنوات؟ كيف خدعها أحمد بهذا الشكل؟
- في تلك الليلة، لم تستطع نور النوم. كانت تتقلب في فراشها، وتفكر في كل الذكريات التي جمعتها مع
- أحمد. كانت تتذكر كلماته المعسولة، وعوده الأبدية، وكل اللحظات التي بدت فيها علاقتهما مثالية.
- ولكن الآن، أدركت أن كل شيء كان مجرد قناع يخفي وراءه حقيقة مؤلمة.
قررت نور أن تتخذ
قرارًا حاسمًا. لن تسمح لأحمد بتدمير حياتها. لن تتزوجه.
في اليوم التالي، اتصلت
نور بأحمد وطلبت منه أن يأتي إلى منزلها. عندما وصل أحمد، وجد نور تنتظره في غرفة
المعيشة، وإلى جانبها والداها وشقيقها.
"أحمد، لدي شيء
مهم لأقوله لك،" قالت نور بصوت ثابت. "أنا لا أريد أن أتزوجك."
صُعق أحمد. "ماذا
تقولين؟ ما الذي تغير؟"
حاول أحمد أن يفهم ما
يحدث، ولكن نور رفضت أن تعطيه أي تفسير. اكتفت بالقول إنها اكتشفت حقيقته، وأنها
لا تستطيع أن تعيش معه بعد الآن.
- أصر أحمد وأهل نور على معرفة الأسباب، فاضطرت نور لكشف الحقيقة كاملة. صمت الجميع بعد
- سماع قصتها، ثم تدخل صديق أحمد المقرب "يوسف". لطالما كان يوسف معجباً بنور و لكنه لم يجرؤ
- على مصارحتها، وعندما علم بخطبتها لأحمد، كتم مشاعره و تمنى لهما السعادة.
"نور، أنا أحبك،"
قال يوسف. "لطالما أحببتك، ولكن لم أكن أمتلك الشجاعة الكافية لأخبرك. أريد
أن أكون معك، وأن أعوضك عن كل الألم الذي سببته لك أحمد."
لم تعرف نور ما الذي
يجب أن تقوله. كانت مشوشة ومصدومة. طلبت من الجميع المغادرة، ووعدت بالتفكير في
الأمر.
في تلك الفترة العصيبة،
كانت نور تعمل على قضية طلاق معقدة. كانت "ليلى"، موكلتها، تريد
الانفصال عن زوجها "ماجد"، رجل الأعمال الثري، ولكنها كانت تطالب بتعويض
مالي ضخم.
خلال التحقيقات، اكتشفت
نور تفاصيل صادمة عن حياة ماجد. اكتشفت أنه لا يزال على علاقة بزوجته السابقة، وأن
ليلى كانت تحاول الانتقام منه بسبب ذلك.
شعرت نور بالتعاطف مع
ماجد. على الرغم من خطئه، إلا أنه كان ضحية لظروف معقدة. قررت نور أن تتحدث معه
بصراحة.
"ماجد، أعرف عن
علاقتك بزوجتك السابقة،" قالت نور. "أعلم أنك تحبها، وأنك لم تستطع
نسيانها."
صُعق ماجد. "كيف
عرفتِ؟"
"لا يهم،" قالت
نور. "المهم هو أنك يجب أن تكون صادقًا مع ليلى، وأن تنهي هذه العلاقة
بالطريقة الصحيحة."
أخذ ماجد بنصيحة نور. اعترف
لليلى بحقيقته، ووافق على جميع شروطها في قضية الطلاق.
بعد فترة وجيزة، تلقت
نور دعوة لحضور حفل افتتاح مطعم جديد يملكه ماجد. ترددت نور في البداية، ولكنها
قررت في النهاية الذهاب.
في الحفل، كان ماجد
وسيماً وجذاباً أكثر من أي وقت مضى. لم تستطع نور أن تنكر إعجابها به.
في نهاية الحفل، اقترب
ماجد من نور وعرض عليها الزواج. صُدمت نور. لم تكن تتوقع ذلك.
"أنا آسف، ماجد،"
قالت نور. "لا أستطيع أن أتزوجك. أنت متزوج من زوجتك السابقة."
- "أنا أعلم أنك تعتقدين أنني نرجسي، و أعلم كل ما قالته زوجتي السابقة لك عني" قال ماجد بنبرة
- حزينة. "لكن الحقيقة أنني لم أستطع نسيانها. لقد كانت حب حياتي. ولكن الآن، أدركت أنني كنت
- مخطئًا. لقد أضعت سنوات من حياتي في مطاردة وهم. الآن أريد أن أبدأ حياة جديدة معك."
لم تعرف نور ما الذي
يجب أن تقوله. طلبت من ماجد بعض الوقت للتفكير.
في اليوم التالي، ذهبت
نور لزيارة زوجة ماجد السابقة. أرادت أن تعرف المزيد عن شخصية ماجد، وأن تتأكد من
أنه صادق معها.
أخبرت زوجة ماجد السابقة
نور عن قصة حبهما، وكيف دمر حادث سير حياتهما. أخبرتها عن وفاة شقيق ماجد،
وإجهاضها لطفلهما، وكيف لم تستطع تجاوز تلك المأساة.
أدركت نور أن ماجد كان
ضحية لظروف قاسية، وأنه كان يبحث عن الحب والأمان.
بعد تفكير عميق، قررت
نور أن تعطي ماجد فرصة. تزوجا، وعاشا حياة سعيدة ومليئة بالحب والتفاهم.
أدركت نور أنها اتخذت
القرار الصحيح. لقد تركت شخصًا لم يكن يستحقها، ووجدت السعادة مع شخص كان يحبها
بصدق. تعلمت أن الحب الحقيقي لا يتعلق بالمظاهر، بل يتعلق بالقلوب الصادقة والنفوس
الطيبة. وأن القدر قد يقودنا إلى دروب لم نخطط لها، لكنها قد تكون الأجمل والأكثر سعادة.

إرسال تعليق